أعلان الهيدر

الرئيسية فى عدل عمر بن الخطاب( رضى الله عنه)

فى عدل عمر بن الخطاب( رضى الله عنه)


========================
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن 
الخطاب رضي الله عنه وكان في 
المجلس وهما يقودان رجلاً من 
البادية فأوقفوه أمامه 

‏قال عمر: ما هذا 

‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا 
قتل أبانا 

‏قال: أقتلت أباهم ؟ 

‏قال: نعم قتلته ! 

‏قال : كيف قتلتَه ؟ 
‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته 
، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً 
، وقع على رأسه فمات... 

‏قال عمر : القصاص ... 
‏الإعدام 
.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا 
يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن 
أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة 
شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ 
‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا 
يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا 
‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا 
يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ، 
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص 
منه .. 
‏قال الرجل : يا أمير 
المؤمنين : أسألك بالذي قامت به 
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة 
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في 
البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك 
‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ، 
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم 
أنا 

قال عمر : من يكفلك 
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود 
إليَّ؟ 

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا 
يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا 
داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، 
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست 
على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، 
ولا على ناقة ، إنها كفالة على 
الرقبة أن تُقطع بالسيف .. 


‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع 
الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن 
أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت 
الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه 
‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل 
هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً 
هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ، 
فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ، 
ونكّس عمر 
‏رأسه ، والتفت إلى الشابين : 
أتعفوان عنه ؟ 
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد 
أن يُقتل يا أمير المؤمنين.. 

‏قال عمر : من يكفل هذا أيها 
الناس ؟!! 

‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته 
وزهده ، وصدقه ،وقال: 
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله 

‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو 
كان قاتلا! 

‏قال: أتعرفه ؟ 

‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله 
؟ 

‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، 
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن 
شاء‏الله 

‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه 
لو تأخر بعد ثلاث أني 
تاركك! 
‏قال: الله المستعان يا أمير 
المؤمنين ... 

‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث 
ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع 
‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم 
بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه 
قتل .... 

‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر 
الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ، 
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة : 
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ، 
واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر 
‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين 
الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير 
المؤمنين! 

‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، 
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها 
، وسكت‏الصحابة واجمين ، 
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا 
الله. 
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر 
، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد 
‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ، 
لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب 
بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في 
الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا 
تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس 
دون أناس ، وفي مكان دون مكان... 

‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا 
بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر 
المسلمون‏معه 

‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو 
بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما 
عرفنا مكانك !! 

‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله 
ما عليَّ منك ولكن عليَّ من 
الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا 
يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي 
كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في 
البادية ،وجئتُ لأُقتل.. 
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء 
بالعهد من الناس 

فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا 
ضمنته؟؟؟ 
فقال أبو ذر : 
خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من 
الناس 
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا 
تريان؟ 
‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه 
يا أمير المؤمنين لصدقه.. 
وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب 
العفو من الناس ! 
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه 
تسيل على لحيته .... 

‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان 
على عفوكما ، 
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ 
‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته 
، وجزاك الله خيراً أيها الرجل 
‏لصدقك ووفائك .. 
‏وجزاك الله خيراً يا أمير 
المؤمنين لعدلك و رحمتك.... 
‏قال أحد المحدثين : 
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت 
سعادة الإيمان ‏والإسلام 
في أكفان عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.